الأهلى والزمالك .. وحديث «المظلومية»!

7 ديسمبر 2016 الساعة 9:58 صباحا

لا يا سيدي، ريح نفسك، فلا التحكيم منحاز للأهلي، ولا للزمالك، ولا هو متحامل على فرق الأقاليم،فهذه كلها أوهام، وشغل «ناس فاضية» تريد أن تضيف أزمات كرة القدم إلى قائمة أزماتنا الطويلة من إرهاب ومؤامرات وأسعار ودواجن وسكر وإعلام!هذه هى الحقيقة، ولكننا نخدع أنفسنا، فالتحكيم عمل بشرى يصيب ويخطئ، وفيه المتفوق والضعيف، والقوى والمرتعش، وهكذا هو التحكيم فى كل أنحاء العالم، فهو فى إفريقيا سيىء، وفى آسيا أسوأ، وفى أمريكا الجنوبية «فاسد»، وفى أوروبا توجد كوارث تحكيمية، وحتى بطولات كأس العالم لم تسلم من الأخطاء التحكيمية الفادحة.أما فى مصر، فالأخطاء واردة، وتسرى على الجميع بلا استثناء، فلا التحكيم منع الأهلى من الفوز بالدورى 38 مرة، ولا منع الزمالك من الفوز بالدورى 12 مرة، ولا منع الإسماعيلى من الفوز به ثلاث مرات، وهناك قاعدة لا يفهمها إلا «بتوع الكورة»، وهى أن التحكيم «عمره ما غير نتيجة مباراة»، ولكن من يسمع، ومن يعقل؟!فى مباراة الأهلى والمقاصة الأخيرة، احتسب الحكم إبراهيم نور الدين ضربة جزاء للأهلى أثارت الجدل، وتسببت فى أزمة، ومما زاد الموقف سخونة أن المباراة نفسها شهدت طرد أحد لاعبى المقاصة لحصوله على الإنذار الثاني، ثم تم احتساب ركلة جزاء للمقاصة أهدرها أحمد الشيخ، لا الحكم!الأهلاوية يرون أن ركلة الجزاء صحيحة لأن الكرة لمست يد مدافع المقاصة، ويبررون ذلك بأن مصر أحرزت هدفا فى الكاميرون فى بداية بطولة أفريقيا 2008 من ضربة جزاء احتسبت من لعبة مماثلة، ويقولون إن الأهلى هو أكثر الأندية التى تتعرض لظلم تحكيمي، وأن منافسهم الزمالك هو أكثر المستفيدين من أخطاء الحكام، واستشهدوا على ذلك بركلة جزاء احتسبها الحكم نفسه للزمالك أمام المقاصة أيضا نتيجة عرقلة مصطفى فتحى لاعب الزمالك، وهى ركلة «صحيحة» بالمناسبة!وعلى الجانب الآخر، يرى الزملكاوية أن التحكيم «فاسد»، ومجامل للأهلى بشكل صارخ، وأن تعيينات الحكام للمباريات تتم على هوى الفريق الأحمر، وأن ركلة الجزاء المحتسبة للأهلى أمام المقاصة وهمية، لأن لمسة اليد غير متعمدة، ولأن الكرة لم تغير اتجاهها، ويرون أيضا أن لاعب المقاصة المطرود تعرض للظلم، وأن أحمد الشيخ أدى دورا «مريبا» فى المباراة يستدعى إحالته للتحقيق فى ناديه الحالي، المقاصة، باعتبار أنه لاعب المقاصة سابقا، ثم الأهلي، والمعار حاليا من الأهلى إلى المقاصة، ويعود للأهلى فى آخر الموسم، و«ما تسألنيش إزاي»!!وعلى الرغم من أن أخطاء الحكام جزء من متعة كرة القدم، أو هكذا أقر الفيفا، فإن المبالغة فى الحديث عن أخطاء الحكام وتغيير سير المباريات أصبحت «صنعة» على ما يبدو، و«حجة» سهلة لمن يخسر، ولنكون أكثر صراحة، فالأهلى والزمالك كلاهما يضغط على التحكيم بشتى الطرق للحصول على أكبر قدر من المكاسب، بالزعيق، بالتشويح، بالتكشير، وأحيانا بالتلويح بالانسحاب، ومن يمارس هذه التصرفات عادة مسئولو الناديين، بلا استثناء.والطريف أنه يسير على نهج القطبين الكبيرين مسئولو ما يسمى بفرق «الغلابة»، والذين يستلذون أحيانا أداء دور «المضطهد» و«المستضعف» الذى يظلمه الحكام ويكرهه الإعلام ويسعى الجميع إلى خسارته، على الرغم من أن أيا من هذه الأندية ليس لديه مقومات الفوز أصلا ولو بنقطة مباراة واحدة، فلا مدرب ولا خطة ولا لاعبين ولا إدارة ولا استقرار ولا «فلوس»، ولا حتى «روح»، ولكنه مبدأ «المظلومية» الذى ابتدعه النشطاء، وسار على نهجه الإخوان، واستسهله مصريون لا يعمل الواحد منهم «بقرش صاغ»، ولكنه لا يخجل من الشكوى من سواد العيشة وخيبة الدولة وفشل الحكومة، وهو نفسه عنوان الفشل!.. لكم الله يا حكام مصر!!
 
بقلم: هاني عسل
المصدر: الأهرام

آخر اﻷخبار

الاكثر قراءة